عبد القادر 'السيكتور' يكسب رهان الجمهور
"إمّا أن أنجح في إضحاكهم، أو أن أغيب خمس عشرة سنة أخرى". بهذه العبارة الحاسمة أعلن الممثّل الكوميدي الجزائري عبد القادر "السيكتور" واسمه الكامل عبد القادر أرحمان تحدّيه قبل ساعات قليلة من عرضه على ركح المسرح البلدي بتونس، والذي شهده جمهور مغاربي من تونس والمغرب والجزائر مساء الثلاثاء التاسع من ديسمبر 2025.
وقدّم "السيكتور"، القادم من مدينة غزوات القريبة من الحدود المغربية، عرضه الشهير "مرحبا" الذي تنقّل به عبر العديد من المسارح حول العالم وسط تفاعل كبير من الجمهور الذي لم يتوقّف عن الضّحك طيلة السّهرة الفكاهية التي ينظّمها فريق The Comedy Nights وافتتحها الكوميدي التونسي المقيم بفرنسا "ماليك" قبل أن يستقبل الجمهور نجمه المنتظر الذي غاب عن مسارح تونس منذ العام 2009: عبد القادر السّيكتور.
وبلهجته الجزائرية الممزوجة بعبارات فرنسية، روى مواقف كوميدية مستلهمة من تفاصيل حياته اليومية وحياة محيطه، وتجارب العائلات المغاربية المقيمة في أوروبا فتحدّث عن التّصالح مع الذّات والجمال والعلاقات الاجتماعية وصعوبة تكلّم اللّغات والصّراع الذي يعيشه المغترب بين قيمه العربية والعادات الغربية.
وما انفكّ "السيكتور" يتحرّك بحماس على الرّكح ليخلق انسجاما بينه وبين جمهوره الذي تابع حكاياته الطّريفة دون ملل بفضل الانسيابية التي ميّزت الكوميديّ الذي اكتسب خبرة الرّكح وكسب تحدّي الجمهور التونسي الذي كان يخشاه حتّى سمع القهقهة الأولى لحظة ظهوره على المسرح لينطلق في سرد حكاياته التي تخلو من التهكّم والتنمر، والتي لا تخوض في السّياسة.
ويعدّ "السيكتور" اليوم واحدا من أبرز الفكاهيين الجزائريين. وبدأت مسيرته صدفة قبل نحو ثلاثين عاما، حين اضطرّ خلال حفل زفاف في إحدى القرى الجزائرية — بعد انقطاع التيار الكهربائي — إلى سرد نكاته لملء الفراغ الذي خلّفه توقف الموسيقى فانتشرت بعدها تسجيلاته الفكاهية بين الناس، قبل أن يظهر عبر الفيديو صوتا وصورة أوائل سنوات الألفين، ليشقّ طريقه نحو النجومية، ويحقق انطلاقته الكبرى بعد دعوته إلى Jamel Comedy Club في عام 2009
الواثق بالله شاكير